على الرغم من عدم وجود هيئة مركزية للرقابة على سوق النقد الأجنبي، لا شك أنه يملك اكبر رأس مال سوقي على وجه الكوكب. صدق أو لا تصدق.. تبلغ معدلات التداول اليومية ما يقرب من أربعة تريليون دولار أمريكي. رقم كبير، أليس كذلك؟ لهذا السبب فالناس على جميع أنواعهم من أذكياء، بلهاء، طماعين، معوانين، طيبين، الشرعيين والمحتالين جميعهم وفدوا لهذا السوق المتميز. لماذا؟ لأنهم جميعهم يريدون قطعة من تلك الكعكة الكبيرة. وهم بالفعل يحصلون عليها- على الأقل الأذكياء منهم- أما السُذَج فيخسرون. جدير بالذكر أنه منذ أن بدأت التداول منذ خمس سنوات تقريبًا، لم أخسر سنتًا واحدًا لحساب أحد المحتالين. لا أقصد هنا أنه لا يوجد من هو أذكى مني (على الرغم من أن هذا غير محتمل حاليًا، على الأقل في مجال الفوركس) إنما في ذلك الوقت لم أكن أملك سنتًا واحدًا عندما بدأت. لذلك ماذا لديهم ليخدعونني للحصول عليه؟ لا شيء.
كنت قد سمعت عن التداول من بعض الأصدقاء، فقمت بالبحث على الإنترنت ووجدت أن بعض الناس يكسبون رزقهم من التداول. لذلك كرست كل وقتي لتعلم هذه الحرفة. وبعد عدة سنوات من كسب زرقي من تجارة العملات، توصلت لإدراك أن عدد المحتالين يفوق عدد الأشخاص الشرعيين في هذا المجال. فجمعت هنا تسع علامات لمساعدتك على تحديد إذا ما كان منتج تداول الفوركس هو عملية احتيال. الصفات التي سأذكرها هنا لا تعني بالضرورة أن المنتج وهمي، لكن إذا رأيتها، اعلم أنه تحذير لتتحقق بشكل أكبر وتسأل أسئلة كثيرة قبل أن تعطي مالك الذي كسبته بجهد إلى محتال ما.
العلامة الأولى: الحادثة المشهورة لجافا سكريبت عند مغادرة صفحة ويب
جافا سكريبت هنا ليس مجال اهتمامنا. لست متأكدًا إن كنت رأيت هذا الشئ من قبل أم لا، لكن الأمر كالتالي: بعد زيارة صفحة ويب، تهم بإغلاقها وتبعد مؤشر الفارة عن المتصفح فتظهر لك شاشة تحييك وتسألك “هل أنت متأكد أنك تريد مغادرة الصفحة؟” (أو شيء من هذا القبيل)، ثم تظهر صفحة أخرى بها صندوق يطلب منك الإشتراك وملء بياناتك أو الحصول على تخفيض… أيبدو هذا الشئ مألوفًا لك؟ نعم. ها قد حدث لك. احذر! غادر! عادةً ما يستميت بائعي المنتجات الوهمية للحصول على مالك. سيسعوا وراءك ويجربوا كل الوسائل الممكنة لتعطيهم مالك. لن يستطيعوا أن يجبروك بالطبع أن تشتري هرائهم؛ لذلك فالطريقة الوحيدة أمامهم هي إقناعك. لكن إذا كان منتجهم جيدًا فعلًا، فيجب أن يبيعوه بأنفسهم.
إذا رأيت هذه العلامة على صفحة أحد المنتجات، غادر ولا تعد إليها أبدًا. فالأرجح أنه لا يوجد بها ما يستحق مالك.
العلامة الثانية: المبالغة في الترويج للمنتج
من البديهي التسويق لمنتج جديد. وهذا ما يفعله أصحاب هذه المنتجات. فتحقيق مبيعات والحصول على مقابل للجهد المبذول أثناء صناعة المنتج هو أمر أساسي. لكن المبالغة بالجهود التسويقية للمنتج تعني أن هناك 70% إحتمالية أن يكون هذا المنتج هراء. تحتاج المنتجات لبعض التسويق ليتم تقديمها للسوق. لكن إذا رأيت إعلانات لنفس المنتج في كل مكان مع بعض التزكيات والتسجيلات، ابتعد عنه. من المحتمل أن صاحب المنتج دفع لممثلين وآخرين ليدخلوا المنتديات والمواقع الأخرى ليتظاهروا أنهم استخدموا المنتج ويقنعوا المستجدين من غير الخبراء بإعطائهم المال. قد تكون بعض منتجات تداول الفوركس مشهورة بالفعل، لكنك لن تجد أبدًا جهود مُفتعلة للترويج لها.
العلامة الثالثة: تجنُب أساليب الدفع الموثوق بها
لابد أن أنبه أن هذه ليست الحالة دائمًا. لكن الكثير من منتجات تداول الفوركس الوهمية لا يفضلون أساليب الدفع مثل باي بال وسكريل على سبيل المثال. يخاف البائعون من تحمل أي تكاليف. معظمهم يفضلون بيتكوين أو ويسترن يونيون لأن بمجرد الدفع، لا توجد وسيلة لاسترداد مالك. الأمر المضحك هنا أنهم يضيفون علامة “ضمان استرداد أموالك” عند استخدامهم هذه المنتجات، على الرغم من أنهم يعرفون جيدًا أنك لن ترى سنتًا واحدًا من أموالك مرة أخرى. تُستخدم هذه الضمانات فقط لخداعك. بغض النظر عن كل هذا، قد يستخدم بعض البائعون باي بال لأنه يمنح البائعين امتيازات عندما يكون المنتج رقمي. إذا أخفقت في إيجاد وسيلة دفع مشروعة على صفحة المنتج، استخدم بصيرتك وابحث عن علامات أخرى لتحذر منها لتتأكد من مصداقية المنتج. وإلا انفق مالك في ناد للتعري إذا كان لديك الكثير منه.
العلامة الرابعة: الشبكات المنتسبة المزيفة
لست متأكدًا من هذا الأمر حاليًا، لكن منذ عامان تقريبًا مواقع الشبكات المنتسبة، مثل كليك بنك، كان بها الكثير من المنتجات الوهمية. اختلفت الأمور بعد ذلك، وأزالوا جميع منتجات فوركس الوهمية من السوق. و أصبح الموقع أفضل حاليًا، لكن مازالت بعض المنتجات الوهمية معروضة عليه. في الوقت الحالي، تم التخلص من جميع هذه المنتجات الوهمية في مواقع مثل كليك شو. إذا كنت تشتري منتج عن طريق شبكة منتسبة، تأن وتأكد من مصداقية هذه الشبكة إذا لم تجد سببًا لتصدق أن منتج تداول الفوركس الذي تشتريه قد يكون عملية إحتيال.
العلامة الخامسة: النص البراق ومقاطع الفيديو المنفذة باحترافية عالية
إذا كان منتج تداول الفوركس العادي الذي يكلف 47 دولار أو 197 دولار يقوم بتنفيذ مقاطع فيديو بتقنية أبل يظهر فيها ممثلون يرتدون ملابس غالية ونص مُصاغ باتقان، ثِق بي، لن تشتري شيئًا جيدًا في معظم الأحوال الكثير من بائعي منتجات الفوركس هم ممثلون ويوجد مواقع لتجد مثل هؤلاء الممثلين وكتاب سيناريو لجعل الأمور تبدو محترفة تمامًا بشكل يمحي كل شك لديك بخصوص مصداقية المنتج، إذا فحصت بعض مقاطع الفيديو هذه ستجد أن حتى الخلفية التي يقف فيها الممثلون مصممة باستخدام تقنية الشاشة الخضراء. وفي معظم الأحوال يمكنك أن تلاحظ أنهم يقرأون النص من على جهاز ملقن عن بعد عن طريق متابعة حركة عيونهم. يجب أن تحذر من هذه الأشياء الصغيرة، إذا أردت أن تكتشف حقيقة مصداقية الشخص الذي يزكي المنتج أو يبيعها، احذر من هذه النقاط، إذا وجدت أحدها، توصل للاستنتاج النهائي بعد الانتهاء من قراءة النصائح الأخرى المكتوبة هنا اغلق صفحة البائع ووفر نقودك لشئ يستحق.
العلامة السادسة: التباهي بأشياء يحلمون بها شخصيًا
بالتأكيد رأيت من قبل كيف يتباهى البائعون بالمال الذي من المفترض أنهم حصلوا عليه من أحد منتجات تداول الفوركس الذين يحاولون بيعها لك، روبوت على سبيل المثال السؤال المهم الذي يجب أن تسأله لنفسك هنا هو: ما القيمة التي سيضيفها مبلغ 197 دولار التي ستدفعها، إذا كان المنتج كسب هذا القدر من المال الذي يكفي للاستمتاع بالحياة التي يعرضونها في صورهم؟ أليس من الأجدى لهم أن يركزوا بشكل أكبر على منتجهم من أجل الحصول على المزيد من المال؟ الإجابة هنا هي: لأن الهراء الذي يبيعونه لم يحقق شيئًا. هم يريدون مالك ولهذا يجب أن تكون مرتابًا ولا تقع في حبائلهم، يستطيع الجميع أن يجدوا صورًا لإجازات رائعة على جوجل ويستخدمونها في موقعهم ويقولون أنهم يستمتعون بحياة رائعة، من أجل إقناعك بشراء منتجهم وتمكينهم من هذه الحياة فعلًا. اهرب ولا تنظر وراءك.
العلامة السابعة: تزييف دليل على “تحقيق الأرباح”
أنا أعرف ما يكفي من برنامج فوتوشوب لأعدل بعض البيانات من منصة ميتاتريدر ليبدو أنني حققت الكثير من المال من روبوت الفوركس الخاص بي (الذي لا أملكه بالمناسبة) من أجل إقناعك بشراء منتج وهمي صنعته حتى في حالة جهلي ببرنامج الفوتوشوب يمكنني أن أذهب لموقع فايفر وأدفع خمسة دولارات لشخص ما ليقوم بالمهمة لحسابي وهذا بالفعل ما يقوم به المحتالون إذا رأيت صور لبيان الأرباح لا تسقط سريعًا في الفخ، يوجد كلمات سر للمستثمرين يجوز للبائعين مشاركتها بدون مقابل اطلب أحدها واستخدمها لتتأكد أن الحساب والأرباح حقيقية، أيضًا، تأكد من مصداقية الوسيط الذي من المفترض أن أرباح المذكورة تمت على منصته، بعض الوسطاء هم محتالون أيضًا وينشئون حسابات مزيفة للبائعين وبهذه الطريقة يمكنهم الحصول على عملاء واختلاس أموال منهم عن طريق إعادة التسعير، إلخ.
العلامة الثامنة: الوعود المبالغ بها
هذه العلامة واضحة تمامًا. منذ ساعتين فقط، رأيت مستشار خبير في الفوركس حقق نسبة ربح صافية تبلغ 10607% حقًا؟ من الجذير بالذكر أن المنتج قيد النقاش يكلف 149 دولار فقط حقًا لا يوجد لدي ما أضيفه.
العلامة التاسعة: عدد النسخ المتبقية
هل يوجد حقًا حد لعدد نسخ المنتج الرقمي المتاح للبيع؟ لم أكن أعلم هذا أعتقد أنك أذكى من هذا عند الإعلان بأن هناك عدد محدود من منتجات تداول الفوركس الرقمية فهذه وسيلة لخلق إحساس بالإلحاح لجعلك تعطيهم نقودك أسرع، لماذا يتيحون عددًا محدودًا من منتجات الفوركس وهي رقمية بالأساس؟ أليس من الأجدى لهم بيع أكبر عدد ممكن منها؟ ليحصلوا على أكبر كم ممكن من المال؟ جميعنا نريد المال، أليس كذلك؟ لكن لا، منتجات تداول الفوركس المزيفة لن تفعل هذا لمعرفتهم أنك لن تفكر بهذا، فهم يعملون جاهدين لجعلك تشعر أن المنتج سينفد في وقت قصير وأنك عليك التصرف سريعًا، جرب شراء المنتج، وارجع بعد عدة أسابيع وستجد أن عدد النسخ المتاح مازال كما هو أو قد يكون زاد، على أية حال، سيكون هناك ما يكفي لخداع متداولين آخرين. هذه هي أكبر العلامات التي يجب أن تجعلك تبتعد عن هذه الخدع.
بعد إتمام قراءتك لهذا المقال، لا أريد أن أسمع أنه تم خداعك. فقد عانيت لكتابته بهدف إنقاذ زملائنا المتداولين المستجدين من خسارة أموالهم، فلماذا يخسر أحدهم أمواله على يد الأشرار في هذا المجال؟.