هل فكرت من قبل في طرق للتغلب على الخوف الذي تختبره أثناء تداول الفوركس؟ إذا لم تفعل، أرجوك أن تكمل قراءة هذا المقال.
دعونا نأخذ بعض الوقت لنحلل ماهية الخوف. فنحن نعرف بالتأكيد أنه نوع من المشاعر، لكن ما هو حقًا؟ طبقًا لويكيبيديا،
“قد يحدث الخوف عند البشر ردا على تحفيز معين يحدث في الوقت الحاضر، أو تحسبا كتوقع وجود تهديد محتمل في المستقبل يشكل مخاطرة“
الكلمات الدلالية هنا هي تحفيز، تصور ومخاطرة. والآن بما أننا تبينا تعريف الخوف، دعونا نسأل سؤال بسيط: هل أحسست بالخوف من قبل أثناء التداول؟ إذا كانت إجابتك بالنفي، فهذا يعني أن حسابك مازال في الطور التوضيحي. جميعنا أحسسنا بالخوف. في هذا المقال، سأحاول أن أناقش عدة طرق نستطيع من خلالها التغلب على الخوف عند تداول الفوركس.
لا تتداول بأكثر مما تتحمل خسارته
ينشأ الخوف في تداول الفوركس كردة فعل المتداول لاحتمالية خسارة المال. لا يوجد من يريد أن يخسر مالًا، لكننا، بصفتنا متداولين، نريد أن نحقق ربحًا. لذلك كيف نتخلص من الخوف؟ إذا راجعت تعريف الخوف المذكور سابقًا، ستلاحظ كلمة “مخاطرة”. مما يعني أننا يجب أن ندخل في مخاطرات من أجل التغلب على الخوف. والدخول في مخاطرات سيؤدي لتقبل حقيقة أننا يمكننا أن نخسر جزء من رأس مال التداول أو حتى جميعه. ولهذا أقول دائمًا لا تحاول أبدًا أن تخاطر بأكثر مما لديك لتخسره في تداول الفوركس. فإذا كان دخلك الشهري يصل إلى 20 ألف دولار، يمكنني، شخصيًا، أن أتحمل خسارة خمسة آلاف دولار دون أن أبكي ولهذا، لن أتداول بأكثر من ثلاثة آلاف دولار شهريًا. فإذا كنت تأخذ الخطوة الأولى بالتداول بأقل مما تتحمل خسارته، فأنت تأخذ خطوة هامة في الطريق لتصبح متداول ناجح.
احتفظ بدفتر يوميات للتداول
بعد حل أحد المشاكل، دعونا ننظر للإختيارات المتبقية لدينا من أجل التغلب على الخوف أثناء التداول في سوق العملات. الفوركس ليس مقامرة، ومن يعتبره كذلك لابد أن يخسر بالنهاية. لذلك لتتغلب على خوفك، يجب أن تفعل شيء ما للتأكد من الصفقة. عند الدخول في صفقة، اسأل نفسك: “هل لدي إشارة؟” بعد الحصول على إشارة، اسأل نفسك مرة أخرى: “هل لدي إشارتان أو أكثر لدعم الإشارة الأولى؟” إذا كانت إجابتك بنعم لهذه الأسئلة، وقمت بالصفقة بالفعل، هل مازال لديك سبب للقلق بأن الصفقة ستكون لغير صالحك؟ لن تفعل هذا! لكن إذا كنت مازلت قلقًا حتى بعد إجابتك للأسئلة بنعم، فهذا يعني أنه ينقصك صياغة استراتيجية للتداول، أما إذا كان لديك استراتيجية بالفعل فأنت لا تثق بها بالشكل الكافي. ولماذا لاتثق باستراتيجيتك؟ لأنها غير مدروسة، ولم يتم اختبارها. فماذا تفعل في هذه الحالة؟ أنشئ استراتيجيتك واختبرها لعام على الأقل. لا تستخدم حسابًا توضيحيًا بل حساب حقيقي باستخدام 1000 دولار(باعتبار أن دخلك 20 ألف دولار، طبقَا للسيناريو الذي ذكرته سابقًا). قلت هذا الشئ من قبل في جميع مقالاتي أن التجارة باستخدام الحساب التوضيحي مقبولة إذا كنت تجرب بعض أدوات منصة ميتاتريدر أو تتعلمها أو تتعرف على كيفية عمل منصات التداول. أما بناء الاستراتيجيات يحتاج لمال حقيقي(حد أدنى منه على الأقل) لتعمل من أجل أن تختبر مشاعرك، وهي جزء من الاستراتيجية أيضًا.
مبدئيًا، تُعد الوسائل المذكورة هي الطرق التي ألجأ ليها للتغلب على الخوف أثناء تجارة الفوركس. ففي البداية، تبدأ بمبلغ قليل كما أمكن، وتطور استراتيجيتك في هذه الأثناء. يمكنك أن تحتفظ بدفتر يوميات لجميع أنشطة التداول الخاصة بك بالتفصيل. يمكنك أن تسجل جميع التفاصيل: الربح، الخسارة، الوقت، الأحداث التي تزامنت مع الصفقة، الإشارات التي لاحظتها، المؤشرات التي استخدمتها وكيف لاحظتهم من بين الجميع. الاستمرار في هذا العمل بمال قليل لمدة عام كفيل بجعلك تختبر جميع الأحداث التي تؤثر على سوق الفوركس. في العام التالي، ستكون جاهزًا لتواجه نفس الأحداث باستشارة تحركاتك الماضية. وهذا هو أساس بناء استراتيجية ناجحة تستطيع أن تثق بها وتتبعها للتغلب على الخوف.