من المعروف، إلى حد ما، أن نسبة الخاسرين في سوق الفوركس تتراوح بين 90-95%. دعونا نتغاضى عن حقيقة أن بعض المتداولين لا يستطيعون التحكم في عواطفهم، طماعين، لا يحتفظون بدفتر للتداولات، لم يحسبوا حد وقف الخسائر وبدء جني الأرباح. ودعونا أيضًا نتناسى حقيقة أن معظمهم لا يقضون وقتًا كافيًا في حساب التداول التوضيحي للتمرين وصياغة استراتيجية لأنفسهم. ما الأسباب الأخرى خلف إخفاق معظم المتداولين؟
ظللت أفكر بهذا الأمر لفترة طويلة وتوصلت إلى أن السبب قد لا يكون ظاهريًا لكنه بسيط جدًا على الرغم من ذلك، دعونا نضرب مثالًا بشخص عادي يريد الفوز ببطولة ويمبلدون وتجاوز محترفين مثل نوفاك دجوكوفيتش، وليام رينشو، بيت سامبراس، روجر فيديرير، إلخ. هذه المجموعة هم محترفي الرياضة مثل القلائل الذين يحققون ربحًا مستقرًا في السوق. أما المشاهدين، الجماهير الذين يشاهدون المباراة هؤلاء الحالمون الذين يريدوا أن يشاركوا باللعب والفوز بهذه الجائزة الكبيرة وهذا الجمهور الحاشد هم المستجدون والذي يصل عددهم لأكثر من 95% من الناس الذين لن يفوزوا بالتأكيد ببطولة ويمبلدون، ليس الآن بالتأكيد، لكن قد يتم الأمر بعد عدة سنوات من العمل الجاد والتدريب والتمرين المستمرين. أتمنى أن يكون التشبيه واضحًا. فمثل أي شركة تبدأ جديدة تمامًا من أساساتها، غالبًا ما تفشل. هذا أمر بديهي لابد أن يقبله جميع متداولو الفوركس (خاصة المستجدين الذين قضوا عدة أشهر أو سنوات في المجال) فتداول الفوركس مثل أي مهنة، وغالبية من يفشلون بها لا يعترفون بها كمهنة.
تجارة العملات الأجنبية مثل تجارة أي سلع متداولة أخرى، ولا أعرف لماذا يعاملها الناس بشكل مختلف، دعونا نأخذ بالإعتبار شيئًا آخر، نعرف جميعًا أن وارن بافت مستثمر مشهور. كلمة “مستثمر” التي استخدمت لوصفه هنا تأتي من ويكيبيديا، لا أعتقد أن المستثمرين أمثاله يجلسون طوال اليوم محدقين بشاشات الحاسوب، دون حاجة لذلك، من أجل تحقيق أرباح، فتوقعات مثل هؤلاء المستثمرين لا تعتمد على شاشات كبيرة مليئة بالمخططات التي بحاجة للدراسة، لكن ما نسبة متداولي الفوركس الذين يتابعون الأخبار الاقتصادية المتعلقة بالعملة التي يتداولونها؟ عدد كبير من المستثمرين لا يستقطعون الوقت لمعرفة ما الذي يحرك السوق على المستوى الأساسي. لا أعتقد أن أي إنسان طبيعي يمكن أن يتداول أسهم جوجل في بورصة NASDAQ فقط بالنظر للمخططات. لابد من التفاعل مع الأخبار من أجل التداول فيها، فخبر مثل “جوجل تريد المستهلكين أن يتخلوا عن جوجل بلس” لا يمكن أن يكون جيدًا فلو كان له تأثير كبير على أسهم جوجل فلابد أنك ستتجه للبيع نفس الشئ يحدث في سوق تداول العملات الأجنبية، فالأجندة الاقتصادية تمدنا بقائمة يومية بالأحداث الهامة التي تحرك السوق، إذا درس وفهم معظم المتداولون هذه الأحداث، أعتقد أن نسبة الخاسرين هذه ستختفي تمامًا أو على الأقل ستنكمش بشكل كبير، إلا أن هذا لا يعني تجاهل التحليل الفني.
الأخبار التي تؤثر على أسهم جوجل
إنها حقيقة محبطة أن معظم المتداولون الجدد يدخلون السوق بدون أدنى معرفة عن مكان الأخبار الأساسية وكيفية الحصول عليها وأنا أعرف أن البعض قد يقول أن الناس يتداولون في سوق العملات الأجنبية ويجنون أرباح استنادًا للتحليل الفني فقط، قد يكون هذا صحيحًا، لكني أعتقد أنهم بطريقة أو بأخرى يستخدمون التحليل الأساسي بشكل غير مباشر بدون أن يعرفوا. والدليل على هذا الرأي هو الزيادة الكبيرة في عدد المستشارين الخبراء في الفوركس، هؤلاء المستشارون الخبراء ليس لديهم أدنى فكرة عن بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية ولا لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، وكيفية نشر أخبار أو عن تأثير تقاريرهم على السلع المتداولة، ولهذا لا يحصل هؤلاء الخبراء على ربح مستقر، وإن كان بعضهم لا يحصل على أي ربح من الأساس، فتقنيات التداول التي يتبناها معظم المتداولون تشبه القول: بما أن درجة الحرارة كانت 10 درجة مئوية منذ ثلاثين عامًا في نفس اليوم ، فدرجة حرارة اليوم هي 10 درجة مئوية أيضًا، مع تجاهل عامل التغير المناخي (الأخبار المنشورة عنه في هذا الشأن). تقنيات التداول وحدها عبارة عن تداول باستخدام البيانات الإحصائية. ففي رأيي، قراءة المخططات بدون النظر للأخبار الأساسية هو محض هراء.